Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

سعود عمر يكتب قصة كفاح والدته في مأساة ال100 يوم...صباح الخير يامولاتي..

 

واقعية بقلم : سعود عمر
تخيل / وتخيلى ان سيدة لاتملك الا القدر اليسير من الالمام بقواعد القراءة والكتابة ترحل فى هجرة قسرية من السويس الى ريف الجيزة"ام خنان" ثم منها الى "ساقية مكى" ومنها الى "الوراق" وهى تحمل على يديهاطفلة لم تكمل عامها الاول ويمسك بجلبابها طفل لم يكمل ال٣ سنوات بعد....ويسير خلفها ٤ من الابناء ٣ ذكور وابنة يتوزعون فى مراحل التعليم بين الحضانة،واكبرهم فى الصف الاول الثانوى،لتواجهة كل مشكلات الحياة وتقوم بمهمات الاب والام فى العناية بهؤلاء الابناء
فى غياب الاب الذى قرر فى لحظة من لحظات الاختيار الصعب ان يبقى فى السويس رغم مخاطر الحرب وارتفاع راية الموت بقى ليشارك وهو المدنى العامل بهيئة قناة السويس فى بناء خنادق على الضفة الغربية مع عمال من المقاولون العرب وغيرها،ثم تنتهى المهمة بانتهاء حرب الاستنزاف فيكلف بالعمل فى وابور المياه للقيام بمهمة لاتقل خطر فى اعمال تكرير مياه الشرب،وتنقيتها،وهى المهمة التى استمر فى القيام بها حتى دخلت دبابات العدو واحاطت باسوار محطة المياة ورغم قيام الصهاينة بردم وقطع المياه فى ترعة الاسماعيلية،فى الحصار حصار ال١٠٠يوم فى حرب اكتوبر ١٩٧٣...كانت مهمتهم "ترويق المياه المخزنة فى الاستيرنات وواحواض الترسيب للحفاظ على صلاحيتها للشرب وللاستخدام الادمى..
..اذكر هذا الصباح كيف كانت امى تقطع المسافة بين الوراق الى رابعة العدوية حيث تقع الادارة المؤقتة للهيئة لتسأل عن اخبار الزوج المحاصر فى السويس اذكر كيف كنت اتبعها انا وشقيقى الاصغر وكيف كانت تحمل اختى الصغيرة بسنوات عمرها ال٣.....اتذكر الذهاب المتكرر والاجابات النمطية عن الاب والزوج الغائب من المسئولين...هو بخير وهيرجع قريب،اتذكر علامات اللهفة التى تعتلى الوجه المتعب ،والاجابة البيروقراطية المرتبكة،١٠٠يوم بالتمام والكمال عاد ابى بعدها اقرب الى اعواد الابنوس نحيلا متيبسا،حاملا شنطة صغيرة بها رغيف خبز من دقيق الذرة يقترب فى ملمسة من اعواد الشجر الجافة.....اتذكر هذا الصباح ام اعطت بلا حدود ولم تأخذ الا قليل من الابتسامات جاءت ردات فعل لنجاح ابن او التوفيق فى الوفاء بالتزامات الحياة......كم هى فقيرة مصطلحات ومفردات القاموس الانسانى ...كم تبدو عاجزة وكم يعجزنى فقر القاموس الخاصةبى عن التعبير عن اللفتات والابتسامات والحكايات التى لاتنتهى عن رحلة حياة امتدت بينها وبين ابى عرفا خلالها الانتقال من اليسر للعسر فى دورات لاتنتهى فى رحلات الشقاء الانسانى...........صباح الخير يامولاتى

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady