Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

ننفرد بمقال من كتاب تحت الطبع ل "انور فتح الباب"..السويس .. مدينة بطعم البشر

 

بقلم الاستاذ:  انور فتح الباب
 هي مدينة تحار فيها  ويدهشك  فيها هذه الحالة من  اعتداد واعتزاز اهلها بأنفسهم لدرجة قد يعتبرها البعض حالة مرضية أو غرور ، ربما يكون مبعث هذه الحالة شعور ممض ومؤلم بالاضطهاد لا يباريها فيه  الا مدينة اخري هي بورسعيد ، وربما تكون حالة الإهمال البشع للسويس منذ اواخر عصر السادات عقابا لها علي انتفاضها في 1977 م  ثم عصر مبارك الذي مشي بخطي اكثر غباء علي  نهج سابقه  ثم كانت انتفاضتها المباركة في ثورة يناير 2011م .
السويس المدينة النافرة المستنفرة دائما "بلد الغريب " يقولها اهلها بملأ الفم وهم جميعا اغرابا بالفعل او القوة  فهي رغم امتدادها في عمق التاريخ المصري الي  الاسرة الخامسة الفرعونية  فطوال هذا التاريخ لم تكن  كثيفة السكان ( لا يزيد عدد سكان السويس الحالية وفقا لإحصائية 2006م  600 الف نسمة) ولكن مع  قرب  مطلع القرن العشرين  ومع نشوء الدولة السعودية الثانية علي يد عبد العزيز آل سعود في 1902 م نزح كثير من عرب الحجاز والجزيرة  العربية الي السويس مشكلين نخبة من التجار واصحاب الحرف معتبرين انفسهم اصل السويس ( ولاد البلد ) وناظرين الي الموجات التالية  من صعايدة وبحاروه باعتبارهم غرباء  في مدينة "الغريب " احد اولياء الله الصالحين  المشكوك في وجوده تاريخيا في الاصل ولا تذكره ابدا مصادر او مراجع  تاريخ الدولة الفاطمية التي يقال انه كان احد قادة جيوشها ، هي مدينة صاغت الاسطورة تاريخها ونسجته من عصر الملك "سوس " الذي لا تجد له ايضا اصلا في ثبت تاريخ الاسر الفرعونية ولكن تجد اشارة لآخر يقترب اسمه منه هو "يو – سوتيس " او يو- سفاليس من الاسرة 19 الفرعونية والذي كان يعتقد اهل السويس انه يعيش في منطقة الطابية وانه اخفي كنوزه بطلسم لا يمكن فكه الا بالإمساك بديك سحري  وذبحه ، الا يحق لهذه المدينة ان تخرج هؤلاء البشر المشبعين بروح الاسطورة والتاريخ  المثقلين بعبء تاريخ ثقيل حتي لو كان هذا التاريخ في منطقة اللاوعي منهم .
 في الستينات ضمت السويس تشكيلة بشرية  تضح بالحياة  والاصرار من صعايدة وفلاحين من الوجه البحري عصاميين بدأوا من قاع السلم الاجتماعي باعة سريحة وعمال بناء  "وفواعليه " فصاروا مقاولين وتجار وعمال في شركات البترول والاسمدة  لأفندية موظفين ، ومنهم من لم يجاوز قاع السلم وباقي فيه يصارع الحياة مشكلين مدينة لها نكهة وطعم لا هو  طعم المدينة الكبيرة  ولاهي القرية بضيقها  وبدائية علاقتها ، ظلت مدينة تنشد المتعة والترفيه والحياة  في دور سينما تجاوزت العشرين  واندية رياضية واجتماعية  وحياة سياسية متعددة التيارات والاطياف من أربعينات القرن العشرين  صانعين جزءا من الكفاح الوطني في معارك القناة  ضد الانجليز وفي معركتها الخالدة في كفر احمد عبده (نوفمبر – ديسمبر 1951م ) وصولا للفترة الناصرية حيث الجامعة الشعبية  واول معهد للفكر الاشتراكي  صانعا وعيا ما  مختلف صحيح في اطار فكر النظام  ولكن بزاوية مختلفة  نظرا لتعدد افكار من التحقوا ودرسوا به وصاروا كوادر اجتماعية وسياسية ، حتي اتي عدوان 1976 ليطيح بالمدينة واحلامها وبشرها ومبانيها .
*********************************************
مقطع من كتابي "السويس مدينة تقاوم الفناء"  تحت الاعداد والصياغة.

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady