Login to your account

Username *
Password *
Remember Me
×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 63

جراند اوتيل "بورتريه بريشه كاتب اثبت ان الفن الجميل له عاشقين "

مسلسل "جراند أوتيل " الذى لم يكذب علينا مؤلفه وأكد أنه مأخوذ عن عمل أسبانى يحمل نفس الإسم وتدور أحداثه فى بداية القرن الماضى عن شاب ريفى تعمل أخته فى أحد الفنادق الكبرى ولكنها إختفت فجأة مما إضطره لأن يعمل خادما فى نفس الفندق للبحث عنها لذا كتب عليه رؤية تامر حبيب ولم يكتب تأليف وأظن إنه قد ظلم نفسه كثيرا لإنه حتى لو كان إقتبس الفكرة إلا أنه أضفى على أبطالها الروح التى جعلتنا نحبس أنفاسنا خوفا مما ينتظرنا من مفاجأة جديدة فى نهاية كل حلقة .

أيا كان المخرج أم المؤلف هو من إختار أسوان مسرحا للأحداث إلا إن اختياره كان موفقا للغاية ليس فقط لجمال المكان وإنما لأنه اختيار يضفى بريقا للنص ويؤكد رفض صناع العمل للاستسهال باختيار مكان قد لايضيف كثيراعلى الأحداث ولكنه يختصر لهما الكثير من الوقت والجهد وإختيار أسوان تحديدا يؤكد مراوغة تامر حبيب عندما قال على لسان نازلى هانم " كنت عبيطة .. لما إفتكرت إن الحواديت ممكن تبقى حقيقة " لإنه هو نفسه إستطاع أن يحول الحدوته الى حقيقة وواقع نعيشه كل يوم وكإننا جزءا من تفاصيله.

قصة الحب التى جمعت بين "نازلى" و"على" رغم إستحالة إستمرارها إلا إننا لانملك أمامها سوى أن نأمل أن يكتمل هذا الحب الكبير بإرتباطهما ببعض حتى بعد زواجها بمراد وربما لم يكن التعاطف مع قصة الحب نفسها بقدر ما هو تعاطف مع شخصية نازلى التى قدمتها الرائعة أمينة خليل بأداء رومانسى عذب حتى بدت وكإنها بالفعل أميرة من زمن الأساطير وكذلك عمرو يوسف الذى كان فى آمس الحاجة لشخصية مثل "على" ينجو بها الى بر الأمان من توجس الجمهور لأن يقدم دور يشبه ما لعبه فى العاميين الماضيين فى أعمال العنف والدم التى أصبحنا متشبعين بها فى الواقع ولم نعد نحتملها فى الدراما أيضا .

أحمد داود أظن إن من إختاره لدور مراد راهن على هذا الإختيار ولم يخذله داود فقد قدم أداءا يؤكد إن ليس الشاب إبن الأصول المأصل الذى يبذل أقصى ما فى وسعه ليظهره للناس وأيدت نظرات عينيه مدى وضاعة أصله وخسته كما أكد أيضا بهذا الدور إنه واحدا من أهم فرسان الدراما القادميين .

دينا الشربينى ربما يأخذها هذا الدور لمنطقة جديدة عليها تماما فى التمثيل لم تكن هى نفسها تتخيل أن تطأها بقدميها فقد أبدعت فى تقديم شخصية الخادمة الطماعه الداهية حتى إنها قد تتنازل عن طفلها أمام تحقيق أطماعها .

محمد ممدوح الذى قتلنا من القلق والخوف عليه عندما إنزلقت قدمه بعد أن أمسك بسكينة الكهرباء ممثل لايوجد مثله الكثير فكيف لمن قدم دور الأخ الخائن السفيه الغادر العام الماضى فى مسلسل طريقى أن يقدم هنا وبنفس الإتقان دور العاشق الطيب المضحى

"ممدوح" الذى إستخدم كل أدواته سواء فى حركة الجسم أو نبرة الصوت ونظرة العين ليقنعننا بشخصية أمين التى توحدت قلوبنا معها وإنفطرت خوفا عليها قدم أداءا لايقل عن أداء أكبر نجوم السينما فى العالم وهو يستحق عن جدارة أن يكون واحدا من أهم ممثلى جيله إن لم يكن أهمهم على الإطلاق.

أنوشكا قد تكون خسرت كثيرا فى إهتمامها لفترة ليست بالقصيرة بالغناء دون أن تدرك إنها ممثلة من العيار الثقيل وأظنها لو كانت لمست تلك الموهبة فى وقتها المناسب لكانت الأن واحدة من أهم نجوم التمثيل فى جيلها وإن كانت بدور "قسمت هانم" عوضت كثيرا مما فاتها .

"شيرين" بالرغم من إن دورها ليس بمساحة باقى أدوار الأبطال إلا إنها تركت بصمتها على العمل ككل وقدمت بإقتدار شديد دور "فخر هانم " الأرملة الطروب التى تتسول كلمة تؤنس بها وحدتها حتى لو كان "الريس صديق" رئيس الخدم .

"خالد كمال" قدم دور الصاغ شريف الذى لم يستسلم لقوة وصيت قسمت هانم وأصر على أن يستكمل واجبه بمنتهى الحسم والحزم أبلى بلاءا حسنا مما يؤكد أنه هو أيضا من النجوم الذى تنتظرهم السنوات القادمة وكذلك محمد حازم الذى لعب دور إحسان إبن الأكابر الحائر بين رغبة أمه فى إدارة ثروة والده وحبه لزوجته المخادعة واحد من أهم نجوم هذا العمل وأتقنت ندى موسى أيضا دور الإبنة المرتبكة والزوجة التى تفعل أقصى ما فى وسعها للحفاظ على حب زوجها حتى لو كان بالكذب عليه وخداعه.

محمود البزاوى وسوسن بدر لايوجد أى كلام يوفيهما حقهما فكل منهما إضافة كبيرة لاى عمل يظهرا به حتى لو كان فى مشهد واحد .
بدى الديكور والملابس وكأن من صممهما ينتمى بالفعل لهذا الزمن الذى تدور فيه الأحداث ولم تلمح عينيه طرف قطعة ديكور أو ملابس من زمن أخر وإلا ما إستطاع أن يصل بإختياره لهذا الإتقان خاصة ملابس شخصية نازلى وقسمت هانم .

جاءت الموسيقى بمثابة المتمم بخير لهذا النص الجميل وبدت معبرة عن أدق تفاصيله حتى إنه كان هناك مشاهد يمكن الإستغناء فيها عن الحوار والإكتفاء بالموسيقى فقط .

تامر حبيب كعادته تأتى كتاباته من البراح لتأخذنا الى براح أوسع نستنشق فيه هواءا نقيا جميلا ونعود معه الى زمن الحواديت والأحلام الذى ولى فهو كاتب متمكن من أدواته يكتب ما يشبهه وهذا سر تميزه ورغم الصراع والإثارة والقتل التى لاتخلو منهم كل حلقة إلا إنه يترك دائما طاقة أمل ينفذ منها شعورا خفيا بالأمان والسلام الداخلى يجعلنا نتابع الأحداث ونحن مطمئنين إن الحق هو الأقوى والمنتصر فى النهاية .

محمد شاكر خضير مخرج موهوب إستطاع أن يخلق من " لوكيشن " الجراند أوتيل المحدود آفقا واسعة ضربت مسلسلات وارد تركيا والهند فى مقتل وأكدت إننا لدينا نجوما موهبون وطبيعة لاتقل جمالا عن موهبتهم .

وفى النهاية نجد أنفسنا أمام عملا متكامل نصا وإخراجا وإنتاجا وأداءا جريمته الوحيدة إنه يكشف عن مدى قبح ما يقدم حوله ويؤكد إننا سنبقى رواد صناعة الدراما لو كان نصف ما يقدم عندنا بسعة وجمال "الجراند أوتيل "

قيم الموضوع
(0 أصوات)
آخر تعديل الأحد, 26 حزيران/يونيو 2016 04:14

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady