Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

ذكريات سويسية من زمن فات .."كازينو الكبانون "

كازينو الكبانون كازينو الكبانون

بقلم : فاروق متولي
كان الوجيه السويسي السيد ابو غطاس قد اقامه خلال النصف الثاني من اربعينيات القرن الماضي مشتق من الكلمه الفرنسيه ( cabane ) بمعني " العشه " وكان يتميز ببساطة التصميم الغير كلاسيكي يعلوه دور واحد لمجموعه من عشش اﻻقامه الصغيره وقاعه مفتوحه للعروض الفنيه مع صاله فاخره للطعام تعتبر اﻻولي من نوعها اذ يعلو سقفها مروحه للهواء عباره عن لوح مستطيل بطول عرض القاعه مصنوع من اﻻبلكاش الخفيف يحركها صبيان نوبيان من الجانبين يرتديان زي ابيض جميل وحزام احمر ويتدلي من كل جانب من المروحه حبل يسده احدهما واﻻخر ﻻسفل فيتحرك اللوح الخشبي ليوزع الهواء بجميع اركان القاعه فشر اجهزة التكييف التي اخترعها الخواجه كاريير فيما بعد بينما كان هناك صبي ثالث موجود ايضا بالقاعه يرتدي نفس ملابس زملائه يدق فوق صينيه نحاس ثلاث دقات بمطرقه خشبيه معلنا بذلك جاهزية اعداد الطعام عند كل وجبه ... وعلي الشاطئ المباشر للبحر كانت توجد برجوله كبيره من الخشب البغدادلي المتشابك تغطيه النباتات المتسلقه الخضراء لحماية الزوار من اشعة الشمس وعلي يمين البرجوله عشش صغيره مخصصه لخلع الملابس لزوم البلبطه في البحر ... اما عشاق الهدوء وراحة البال الدائمين لزيارة الكبانون كبار رجال اﻻعمال ونجوم السينما وكان منهم علي سبيل المثال شاديه وعماد حمدي ونجوي فؤاد واحمدرمزي وفريد اﻻطرش وساميه جمال .. اما العاشق الولهان للكبانون فكان النجم الساطع رشدي اباظه والذي جمعتني به سهره ومجموعه من زملائي اثناء تواجدنا علي البرجوله نحتفل معا بالتعيين وقبص اول مرتب من شركة السويس لتكرير البترول في الشهر اﻻول من عام 1959 وكان مقداره ثمانية جنيهات ونصف مره واحده تكفي ان نعيش بها حياة الملوك والتي ضاع نصفها في تلك السهره الجميله ... اما الشاطئ العام فكان يمتلئ بالعائلات السويسيه واﻻجانب لقضاء اجازاتهم به لﻻستمتاع بمياهه الزرقاء النقيه ورماله الناعمه وكثيرا ماكانت تدفعنا مع هواة سباحة المسافات الطويله للوصول الي جزيره صغيره تغمرها المياه ثم نعود منها محملين بمحصول معقول من السريديا واللوجز ... والوسيله الوحيده للوصول الي الكبانون للسويس رايح جاي هو اتوبيس عم ادريس النوبي الخلوق الذي كان يتحرك به كما السلحفاه كل ساعه من موقعه امام صالة الباتيناج الملاصقه لطلمبة بنزين التعاون يدوية التشغيل والمجاوره لقهوة عم يوسف بمواجهة موقع جامع الشهداء فيما بعد ثم غير موقفه للوقوف امام سينما نون ... لكن دائما ﻻتاتي الرياح بما ﻻتشتهي السفن بعدما تعرض الشاطئ الجميل في بداية الستينات الي تلوث مياهه ورماله بمياه الصرف الصحي بعدما تم تسكين العاملين بشركة السويس لتكرير البترول قبل ان تتحول الي شركة السويس لتصنيع البترول فيما بعد عن طريق مجري السيل المقام حول المدينه السكنيه جنوبا وشماﻻ وعلي بعد امتار قليله من شاطئ الكبانون ففقد للاسف مكانته فيما عدا بعض اﻻسر المقيمه في كبائنهم الخاصه وخرج الكبانون من خريطة المعالم السياحيه الترفيهيه الهامه وخصوصا مع بداية ظهور شبح حرب 1967 فخيم الصمت الرهيب علي العشه الجميله الهادئه لتسكنها الغربان ..ورحل مؤسس هذا الصرح الجميل الي فرنسا ليستقر بها ... بينما مازال العشاق من ابناء الزمن الجميل يجترون ذكرياتهم عندما ضرب كيوبيد سهامه في قلوبهم فوق رمال ومياه شاطئ الغرام السويسي .

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady