أعرب أبوبكر الديب الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي وخبير الطاقة، عن توقعاته بارتفاع أسعار النفط لمستويات أعلى من 120 دولارا للبرميل قبيل انتهاء العام الجاري 2023 .

وأشار في تصريحاته أن هناك عوامل عدة تتحكم في ارتفاع أسعار النفط، وعلى رأسها زيادة واردات الصين من النفط إلى مستوى قياسي في 2023، وزيادة الطلب من الهند ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، وشح الإمدادات أو نقص المعروض، وارتفاع الطلب على إنتاج الكهرباء في العالم وتراجع قوة الدولار في النصف الثاني من العام مع نجاح الاحتياطي الفيدرالي الامريكي في كبح جماح التضخم ولو قليلا .

واعتبر الديب قرار دول أوبك بخفض انتاج النفط، سيؤدي لاستقرار الأسواق متوقعا أن تستمر أسعار النفط في التعافي تدريجيا، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيمثل تحديا للإدارة الأمريكية التي تخشي من ارتفاع الأسعار وعودة مؤشر التضخم للارتفاع في امريكا مجددا.

من جانبها، قالت المحللة الاقتصادية المصرية حنان رمسيس، إن العقد ينفرط من يد الولايات المتحدة الأمريكية بعد القرار المفاجئ لخفض إنتاج النفط من قبل 9 دول سواء أعضاء في أوبك+ أو خارجها بمقدار مليون و660 ألف برميل يوميا، فمنظمة أوبك تنتج أكثر من 40% من إجمالي النفط الخام في العالم والدول المشاركة في الخفض هي المملكة العربية السعودية 500 ألف برميل يوميا، العراق 211 ألف برميل يوميا، الإمارات 144 ألف برميل يوميا، الكويت 128 ألف برميل يوميا، الجزائر 48 ألف برميل يوميا، روسيا 500 ألف برميل يوميا.

وقد أشارت تلك الدول إلى أنه إجراء احترازي يهدف لدعم استقرار سوق النفط بسبب التذبذب الحاد الذي أصاب أسعار النفط خلال العام الماضي وفي ظل أزمة فيروس كورونا وفي ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك في ظل عدم وضوح الرؤية في الاقتصاد العالمي بعد الانهيارات الأخيرة للبنوك في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتابعت رمسيس أن أمريكا حثت المملكة العربية السعودية لزيادة الإنتاج لخفض أسعار النفط ولكن جاء القرار بالخفض، ولماذا ترفض أمريكا هذا الخفض لأنه يتسبب في زيادة التضخم حول العالم وخاصة في الولايات المتحدة والذي تعتبر أسعار الطاقة فيه من أهم بنود رفع نسب التضخم، والتي حاولت الولايات المتحدة مرارا وتكرار خفضه إلى المعدلات السابقة باتباع سياسة نقدية متشددة ورفع أسعار الفائدة مما أدى لتفاقم أزمات عالمية وارتفاع نسب التضخم وأزمات اقتصادية في العالم بأسره.