9101_9cd08.jpg

كشفت شركة الأدوية التابعة لشركة “جونسون اند جونسون”، مؤخراً دراستين اجرتهما وحدة المعلومات في مجلة الإيكونوميست (EIU) حول مرض التهاب الكبد الوبائي سي، الذي يشكل مشكلة صحية خطيرة ومعقدة يعاني منها العالم.

وقد نشرت الدراسة الأولى العام الماضي تحت عنوان “الوباء الصامت: معالجة التهاب الكبد الوبائي “سي” من خلال وضع سياسات مبتكرة” وتضمنت بيانات وخلفية حول تأثير التهاب الكبد الوبائي سي في العالم.

ونشرت الدراسة الثانية مؤخرا تحت عنوان “معالجة التهاب الكبد الوبائي سي: التحرك باتجاه منهج سياسات متكامل”، لتكمل دراسة “الوباء الصامت” إلا أنها تتناول بشكل أعمق ضرورة إصلاح السياسات المتعلقة بهذا المرض. وتدعو الدراستان اللتان تم إعدادهما بتمويل من المنح التعليمية لشركة جانسن، الدول إلى استخدام استراتيجيات منسقة لمعالجة التهاب الكبد الوبائي سي، إلا أنهما تحذران من أن ذلك لن يكون سهلاً لأن عدداً قليلاً من الدول فقط تدرك حجم وانتشار هذا المرض.

وتؤكد نتائج الدراستين على ضرورة أن تطور دول العالم استراتيجيات لمعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالتهاب الكبد الوبائي سي مباشرة.

10% من المرضى يحصلون على العلاج

وقد أكدت الدراسة الأول على أنه نتيجة لانخفاض مستويات الوعي بشكل كبير، فإن مرض التهاب الكبد الوبائي سي لا يُشخّص عند العديد من الناس إلا في مرحلته النهائية عندما يصل إلى مرحلة تليف الكبد أو، في الحالة الأسوء، عند الإصابة بسرطان الكبد.

كما أن الممارسات الخاطئة المتعلقة بالرعاية الصحية مثل عدم فحص دم المتبرعين، واستخدام معدات طبية غير معقمة، تتسبب في إصابة الملايين بهذا المرض في العالم النامي. ورغم الآثار المدمرة لمرض التهاب الكبد الوبائي سي، إلا أن الدراسة تقول أنه أصبح الآن مرضا يمكن الوقاية منه، ومع العلاجات الحديثة، فإن معظم المصابين به يتخلصون من الفيروس بشكل نهائي.

غير أن الدراسة تشير إلى أن أقل من 10% من المرضى يتلقون حالياً العلاجات، كما أن هناك تفاوتا كبيراً في الرعاية في الدول المختلفة. ونتيجة لذلك فإن الدراسة تدعو الدول إلى تبني “نهج شامل” يأخذ في الاعتبار الاحتياجات المحلية والموارد المحلية المتوفرة. وتخلص الدراسة إلى أن على الدول تحسين البيانات التي لديها من أجل وضع نهج شامل لمعالجة انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي سي، يشمل زيادة الوعي بالمرض، واتخاذ إجراءات وقائية خاصة في مؤسسات وخدمات الرعاية الصحية، وبذل جهد حقيقي للوصول إلى فئات المرضى الأكثر ضعفاً وتوفير العلاجات لهم قبل وصول المرض إلى مراحله النهائية.

انتشار فيروس “سي” في مصر

وتتضمن الدراسة الأول قسماً بعنوان “التهاب الكبد الوبائي سي في الدول النامية: تسليط الضوء على مصر”، ويركز هذا القسم على مصر كحالة دراسة.

وأظهرت نتائج هذه الدراسة أن مشكلة التهاب الكبد الوبائي في مصر هي أكبر بأربع مرات منها في أي بلد آخر في العالم، حيث أن بين واحد من كل عشرة إلى واحد من كل خمسة من سكانها الذين يزيد عددهم عن 80 مليون يحملون فيروس هذا المرض دون أن يعلموا بذلك.

وأظهرت دراسات لانتشار الأوبئة في مجتمعات بعينها وجود رابط بين بدء حملة التطعيم في الخمسينات ضد مرض البلهارسيا الطفيلي المنقول عبر مياه النهر، وبين انتشار المرض.

وقال وليام جان بلوك العضو المنتدب لشركة جانسن في مصر: “نظراً إلى الحاجة المتزايدة للتحرك لمواجهة هذا المرض في مصر، تجري شركة جانسن حالياً مفاوضات مع الحكومة المصرية، وتتطلع إلى الحصول على ترخيص لطرح أحدث أدويتها لعلاج التهاب الكبد الوبائي سي”.

وأضاف: “إن مؤتمر “أمراض الكبد على ضفاف النيل” الذي يعقد في القاهرة هذا الأسبوع هو فرصة عظيمة لجميع الجهات المهتمة لمناقشة الوضع والحلول الممكنة لمصر. وبوصفها أحد رعاة المؤتمر، تتطلع شركة جانسن إلى مناقشة أحدث طرق علاج مرض التهاب الكبد سي مع الأطباء والخبراء المصريين”.

ورغم أن مصر لديها الآن أكبر برنامج علاج من مرض التهاب الكبد الوبائي سي، وأطلقت في أكتوبر 2012 أكبر عملية تسجيل وطنية في العالم لمرض التهاب الكبد الوبائي، إلا أنه وفي كل عام تظهر ما بين 50,0002 و 500,000 حالة إصابة جديدة بالمرضi في مصر. ويعتقد الخبراء أن الحملة ضد البلهارسيا لعبت دوراً أقل بكثير في انتشار المرض من الدور الذي لعبته الممارسات الطبية لمحترفي خدمات الرعاية الصحية. ولذلك فإنهم يدعون كل طبيب وممرضة وطبيب أسنان وصيدلي إلى أن ينظر بشكل جدي إلى ضرورة إجراء التعقيم اللازم وغسل اليدين باستمرار.

وقال الدكتور ايمان واكد البروفيسور في معهد الكبد الوطني: “إن إطلاق الحكومة المصرية لأكبر برنامج لعلاج التهاب الكبد الوبائي سي، وحرصها على جمع هذا العدد الكبير من كبار الخبراء في هذا المجال في مؤتمر “أمراض الكبد على ضفاف النيل” يبشر بالأمل في معالجة الوضع المتدهور لهذا المرض في البلاد”. وأضاف أن: “مصر تقف على جبهة الحرب العالمية ضد مرض التهاب الكبد الوبائي سي، ومن خلال التعاون وتبادل المعرفة والخبرات والالتزام الدائم، فإن أمامنا جميعاً فرص لتغيير مستقبل هذا المرض وآثاره الوخيمة على المصريين”.

ويمكن أن يؤدي مرض التهاب الكبد الوبائي إلى التهاب مزمن في الكبد، ويتسبب في وفاة 1.4 مليون شخص كل عام، وهو عدد أكبر مما كان يعتقد. ومع توقع وصول المضاعفات المرتبطة بالتهاب الكبد الوبائي سي إلى ذروتها في الأعوام 2020-2025، أصبح من الواجب القيام بتحرك الآن لمنع حدوث زيادة كبيرة في معدلات الإصابة بسرطان الكبد والوفيات التي يتسبب بها هذا المرض. والتهاب الكبد الوبائي سي هو مرض يتسبب به فيروس ينتقل عن طريق الدم ويصيب نحو 170 مليون شخص أي ما يساوي 2.4% من سكان العالم. ورغم ذلك فأن أقل من نصف دول العالم تراقب النوع المزمن من هذا المرض الذي يمكن أن يؤدي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد ويتسبب بنحو 1% من الوفيات في العالم.

وقال غاستون بيكيو مسؤول أمراض التهاب الكبد في العالم في شركة جانسن: “نحن في شركة جانسن نقدم المساعدة بشكل أساسي من خلال التوصل إلى حلول طبية جديدة ومبتكرة لعلاج التهاب الكبد سي استنادا إلى برامجنا للأبحاث والتطوير. كما أننا نحاول دعم إجراء التقارير التي تساعد في التقليل من انتشار هذا المرض، ونشر التوعية على المستويين الحكومي والعام”.

وأضاف “بالنسبة للكثير من الناس فقد فتح الدراسة الأول أعين الناس، فهم لم يكونوا يعلمون حتى بوجود مرض التهاب الكبد الوبائي سي. فالمعرفة بهذا المرض تعتمد على المكان الذي تعيش فيه. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تعيش في مصر، فالجميع يعلمون بمرض التهاب الكبد سي، لأن الجميع تأثروا به. وكل واحد لديه قريب إما توفي بسبب هذا المرض أو أنه يعاني منه. وقد أُهمل هذا المرض لعدة سنوات، ولكنه الآن أخذ منعطفاً جديداً بشكل أساسي نتيجة التقدم الكبير الذي تم تحقيقه في علاج هذا المرض”.