368 زائر، وعضو واحد داخل الموقع
نتناول عبر مجموعة من الصور والتى تعود الى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين تمثال ( توماس واجهورن ) الضابط الانجليزى مؤسس خط بريد الهند الشرقية ، والذى كان يوجد مكان الموقع الحالى لمسجد بدر على اول طريق هيلانة ( ممشى بورتوفيق ) ، وظل التمثال بمكانه منذ عام 1869 وحتى عام 1956 م ، حيث قام الاهالى الغاضبين من حدوث العدوان الثلاثى بنزع التمثال عن قاعدته اعتقادا منهم انه تمثال فرديناند ديليسبس مهندس حفر قناة السويس الفرنسى ، اسوة بأخوانهم ببورسعيد والذين كان قد سبقوهم بخلع تمثال ديليسبس من قاعدته على المدخل الشمالى لقناة السويس ، وكان من المفترض ان تقوم اوجينى امبراطورة فرنسا بأفتتاح التمثال عام 1869 ضمن فاعليات برنامج احتفالات افتتاح قناة السويس الا انها اعتذرت فى اللحظات الاخيرة ، وعن تفاصيل شخصية توماس واجهورن :-
( اظهر أحد التجار الإنجليز بمدينة الإسكندرية، وهو « المستر بِرِجْز » لمحمد علي باشا الفوائد المادية التي تعود على البلاد من اتصال التجارة بين مصر والهند، وذلك أثناء حربه مع الوهابيين، فصادف هوًى في نفس الوالي، وأرسل بعض السفن إلى مياه بومباي، ولكن المشروع لم يفلح طويلًا. ولما ابتدأ احتكار محمد علي للتجارة في الديار المصرية، تلهَّى الفرنسيون النازلون بمصر بالوظائف الأميرية عن سواها من الأعمال، وكان نظير ذلك لرجال الإنجليز الحظ الأوفر في التجارة المصرية، فكانوا يتغنَّوْن بمدح محمد علي في بلادهم، فلما سمع بذلك توماس وَجْهُورْن أحد رجال الأسطول الإنجليزي الموظفين ب « شركة الهند الشرقية » أخذ يعمل بكل قواه العقلية الجثمانية لإحياء هذه الطريق، خصوصًا بعد أن توطدت دعائم الأمن العام في مصر بفضل إصلاحات محمد علي، وصار استعمال البخار في تسيير السفن من أكبر المشجعات أيضًا على الدأب وراء إنفاذ فكرته. فقدَّم اقتراحه في أول مرة إلى شركته في سنة 1823 فلم توافق عليه بالرغم من مساعدة بركر سفير إنجلترا في مصر، ظنٍّا منها أنه من الأمور الصعبة التنفيذ.
ولكن المشروع لم يندثر نهائيٍّا؛ ففي سنة 1829 أرسل السير / جون ملكم حاكم بومباي باخرة إلى السويس لنقل التجارة، فلم تواصل رحلاتها إلا ان بركر مازال مؤمن بفكرة واجهورن حتى طلبت منه الحكومة الإنجليزية تقريرًا رسميٍّا في هذا الصدد. فاقتنعت
إنجلترا بالتقرير، وفى 1830 اصبح الامر محقق . وفي أثناء هذا الجهاد الطويل كان محمد علي من أكبر المشجعين لوجهورن، حتى إنه من شدة ميله لمحمد علي، قدَّم رسالة إلى البرلمان الإنجليزي يرجوه فيها أن ينظر إلى مصر بعين الرعاية والشفقة، وأن لا يجعلها في حوزة تركيا، ولا شك أن محمد علي خدم الأمة الإنجليزية من هذه الوجهة؛ ولذلك يعترف بعض الإنجليز بأن بريطانيا العظمى مدينة له في إحياء هذه الطريق.
أما وجهورن فقد جنى ثمرة جهاده بعد أن لاقى أهوالًا وقاسى شدائد جمة مدة عشرين عامًا؛ ففي ( ٢٧ رمضان سنة ١٢٦١ ه/أول أكتوبر سنة ١٨٤٥ م) أبحرت باخرة من بمباي تحمل بريدًا، فوصلت السويس بعد ١٩ يومًا، ثم نُقل البريد برٍّا إلى الإسكندرية، فبلغها في اليوم التالي، ومنها نُقل على طريق تريست ونهر الرين والبلجيك، فوصل لندن في صبيحة يوم الواحد والثلاثين من شهر أكتوبر، أي إنه لم يستغرق في طريقه أكثر من
شهر. ولقد بذلت الحكومة الفرنسية جهدها لإثبات أن الطريق من فرنسا آمن وأقصر ، فاتخذت أخيرًا شركة البواخر الشرقية التي أسُست سنة 1840 ميناء مرسيليا مركزًا عامٍّا للبريد الأوروبي. وقد زاد في سهولة هذه الطريق أنه قبل ممات محمد علي اسُست شركة سفن تجارية تجري في ترعة المحمودية والنيل بين مصر والإسكندرية، فكان متوسط المسافرين على طريق مصر بين عامي 1842 - 1849 هو 15000 للعام الواحد ، وتوفى واجهورن عام 1850 وكان لا يزال يعترف إلى آخر لحظة من حياته أن السبب في نجاحه يُعزى إلى كرم وتشجيع محمد علي، ولا يزال اسم واجهورن مقرونًا بالتبجيل . وقد اعترف بعض رجال الأمة الإنجليزية بفضل محمد علي فأهدَوْه في عام 1840 ، وسامًا، زُيِّن أحد وجهيه برسم محمد علي، ونُقشت على الثاني العبارة الآتية: إلى مشجع العلم والتجارة والنظام، الحامي لرعايا وأموال الممالك المتضادَّة، والفاتح للطريق البري إلى الهند ) .
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com