طباعة هذه الصفحة

بطولات مصرية يجهلها التاريخ معركة جوية في سماء السويس والسخنه و فايد يوم 15 يوليو

By تموز/يوليو 15, 2020 1425

معركة جوية رهيبه يوم 15 يوليو 1967

غسلت مرارة الهزيمة و أعادت الثقة للقوات الجوية

و انتصار مصري محقق

المعركة التي نحن بصددها اليوم هي نتاج الهجوم الجوي المصري الكبير في يوم 14 يوليو و الذي قام به الطيارين المصريين ردا على استفزازات العدو الاسرائيلي على جبهة القناة, و قد خطط لهذا الهجوم الجوي الكبير الفريق مدكور ابو العز الذي تولى قيادة القوات الجوية المصرية بعد النكسة مباشرة, و قد كان هذا الرجل مقاتلا بحق و يملك قلب اسد جسور, فقد قامت المقاتلات القاذفة المصرية بعمل هجمات جوية قوية على المواقع المعادية شرق قناة السويس, و كانت هذه الهجمات هي اعلان القوات الجوية المصرية عن يقظتها بعد النكسة, و عودتها لسماء المعركة بقوة بعد لم شتات هذه القوات بعد الهزيمة التي نالت منها ظلما و بهتانا.

كان من الطبيعي ان لا يصمت اليهود على هذه الهجمات, فبعد استيقاذهم من غفلتهم و زوال الدهشة من هذه الهجمات الغير متوقعة, من قوات جوية قاموا بتدميرها كاملة منذ شهر مضى, و بالفعل كان تصدي مقاتلات الميراج الاسرائيلية للهجمات المصرية, لكن الفريق مدكور ابو العز و رجال مصر الابطال كانوا على اهبة الاستعداد للتصدي لطائرات الميراج الاسرائيلية, و تلقين اليهود درسا في فنون القتال الجوي من قبل الطيارين المصريين, الذين لم يدخلوا حربا في 5 يونيو عام 1967.

دارت معركة جوية شرسة يوم 15 يوليو في سماء مدينة فايد بين مقاتلات (ميج 21) مصريه و ثماني مقاتلات ميراج إسرائيليه, و كان قائد التشكيل المصري هو 

الطيار البطل الخطير فوزي محمد سلامه و معه 

الطيار الرهيب فريد حرفوش, بدا الاشتباك الجوي فوق منطقة العين السخنه ثم انتقلت الطائرات لمنطقتي 

السويس و فايد.

و كان للتوجيه الأرضي المصري دور حاسم في هذا الاشتباك الجوي بتوجيه الطائرات المصرية لموضع الاشتباك الصحيح, و بعد مناورات جوية حادة بين الطائرات المصرية و الإسرائيلية أثناء هذا الاشتباك الجوي, استطاع الطيار البطل فوزي سلامه ضرب و إسقاط طائره مقاتلة ميراج للعدو الإسرائيلي فوق أشجار النخيل في منطقة فايد, و مات الطيار الإسرائيلي حيث وجدت جثته معلقه على احد أشجار النخيل, و شاهد الطيار فريد حرفوش المقاتلة الميراج المعادية التي ضربتها صواريخ الطيار فوزي سلامه و هي تنفجر في الجو أمام عينيه و تتحول لأشلاء.

شارك أيضا في هذا الاشتباك الجوي كل من الطيار عادل احمد نصر و الطيار فاروق حسن محمود الشهير بفاروق حماده و الطيار مدحت محمود زكي,

اسقط الطيار  مدحت محمود زكي  طائرة ميراج إسرائيلية  هذا الاشتباك الجوي, لكن هذه الطائرة المعادية غير مؤكدة السقوط و قد اعترف البيان العسكري الإسرائيلي بسقوط و خسارة الطائرة التي أسقطها الطيار فوزي سلامه فقط.

و قد نال الطيارين المصريين المشاركين في هذا الاشتباك الجوي مكافأة من قائد القوات الجوية وقتها الفريق مدكور أبو العز, و قد أصيب الملازم طيار مدحت زكي أثناء نزوله بطائرته على احد الطرق, بجوار مطار بني سويف بعد نفاد وقود طائرته في الجو عند عودته من هذا الاشتباك الجوي, و عادت باقي المقاتلات المصرية من نوع (ميج 21) المشاركة في هذا الاشتباك الجوي للمطارات سالمه.

تم تسيير سيارات تحمل مكبرات صوت بالتعاون مع محافظة السويس, لإعلام أهالي و قاطني مدينة السويس و الدفاع الشعبي بها, بعدم إطلاق النيران في الهواء علي الطائرات المقاتلة المصرية التي ستعبر فوق مدينه السويس, نظرا لان قوات الدفاع الشعبي داخل المدينة و المتمركزة فوق أسطح المباني و المنازل في داخل المدينة, كانت تطلق نيرانها علي أي طائرة تعبر في السماء فوقهم بدون تمييز لهويتها, و قد أدي صياح مكبرات الصوت لصعود أهالي مدينة السويس إلى أسطح المباني و المنازل لمشاهدة الطائرات المقاتلة المصرية, و هي تهاجم و تقصف قوات العدو الإسرائيلي المدرعة شرق قناة السويس داخل سيناء لأول مرة منذ يوم النكسة, و تعالت الصيحات و فرحة الناس مع صوت كل انفجار يصل إلى مسامع المصريين من شرق القناة.

هذه المعركة الجوية التي تحدثت عنها الان هي اول فصل من فصول سيناريو الهزيمة و التي كتبه الطيارين المصريين للهزيمة الاسرائيلية في حرب اكتوبر عام 1973.

قيم الموضوع
(0 أصوات)
آخر تعديل الأربعاء, 15 تموز/يوليو 2020 12:56
محسن الحديري

أحدث مقالات محسن الحديري