Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

لمحات من تاريخ السويس :الجاسوس الوحيد الذى سار رئيس المخابرات المصرية فى جنازته

11 499f5

 

بقلم المؤرخ : حسين العشي


الجاسوس الوحيد الذى سار رئيس المخابرات المصرية فى جنازته ..ونعته المخابرات بشكل رسمى فى الاهرام
جمال عبد الناصر قابل الهوان قيل ذهابه لاداء مهمته ..والسادات كرمه فى حفل ضخم بعد عودته من اسرائيل

*لم يكن السويسى ( احمد الهوان ) رجل مخابرات عادى داخل أسرائيل فى فتره الاعداد لحرب اكتوبر 1973 فقد وصفته الدوائر المخابراتيه العالميه انه أخطر جاسوس مصرى استفادت منه القوات المسلحه المصريه فى تاريخها
بالاضافه الى انه الجاسوس الوحيد الذى تصدر ريئس المخابرات المصريه وقتها اللواء مراد موافى جنازته ونشرت المخابرات المصريه عند وفاته نعى علنى بصفحه الوفيات بجريده الاهرام وقالت عن ( احمد الهوان ) بالنص
بطل من ابناء هذا الشعب لبى النداء وضحى من اجل رفعة الوطن وساهم فى نصرته يوم النصر فى حرب الكرامة فى اكتوبر المجيد
ان مصر ممثلة فى المخابرات العامه لا تنسى ابنائها الشرفاء الذين ضحوا بكل غالى ونفيس فمن هو احمد الهوان وماذا فعل لمصر ؟!

كانت البداية عقب هزيمة 1967 والتى نالت فيها السويس القسط الأكبر من التدمير وغلق القناه وتوقفت الملاحة مما أصاب كل أصحاب المهن البحرية بالتعطل التام .
وكان ( أحمد الهوان ) واحدآ من هؤلاء الذين يعتمد رزقهم اليومى على البحر (كما يحلو للسوايسة ان يسموا مصدر رزقهم) كانت السفن قبل 1967 ترسوا على شواطىء السويس تحمل الرزق والخير والتى كان يعشقها ( احمد الهوان ) الشاب السويسى الذى لم يتجاوز عمرة 31 عاما .
و تحول بحر الخير والرزق فى السويس الى دمعه هائله تتكسر فى سكون على ارصف الموانىء المهاجرة وعلى صخور الشواطىء المتكسرة.
وهاجر سكان السويس الى داخل الوادى – لكن رجال البحر لم يكن لهم مكان فى الداخل حيث لا بحر ولا موانىء ولارزق هاجروا جميعآ ومعهم ( احمد الهوان ) الى موانىء الخارج مثل قبرص ونابولى واليونان التى استقر بها عدد ضخم من الذين يرتبط رزقهم بالبحر.
فى اليونان وجد رجال الموساد الإسرائيلى (الهوان) صيدآ ثمينآ يتمثل فى أبناء السويس وبورسعيد القادمين من بلاد يحلق الموت فوقها بجناحيه يبحثون عن الرزق والمال والحياه فى تلك البلاد الغربية.
دخلوا على الشاب ( احمد الهوان ) الباحث عن الأموال فى موانىء اليونان من خلال شفاه الحسناوات وأوهموه انهم جماعة تسعى الى نشر الأسلام ومنع الحروب بين دول الشرق الأوسط – ولابد من أجل تحقيق السلام المنشود من توافر المعلومات متنوعة عن حاله الدول التى تواجه خطر الحرب – ومن هنا سيكون دور (احمد الهوان) تزويد الجماعه بتلك المعلومات عن مصر وزودوه بالمال اللازم لبدء نشاط تجارى او اقتصادى يغطى تكاليف عمله الذى يتطلب سرية تامة حتى تنجح الجماعة فى مهمتها .
على ان الانصاف يلزمنا بالقول ان المخابرات المصرية- التى نظلمها فى كثير من الأحيان – لم تكن غائبة عما يحدث لكنها كانت ترقب الموقف بل وتراقب كل اتصالات المصريين فى موانىء أوروبا والذين يواجهون أغراءات الموساد من المال الى النساء مرورآ بالمخدرات وكل وسائل المتع التى حرموا منها وطلبت الجماعة منه العودة الى مصر لبدء مهمته التى كلفوه بها وزودوه بمبلغ 185 الف دولار وضعوها بمعرفتهم فى اماكن سرية بحقيبته.
كان (احمد الهوان) يدرك بحس السوايسة ان الأمور ليست كما صوروها له – لم يكن هناك سوى الشكوك التى يحس بها – لكنة أراد ان يحسم الامور من البداية وبمجرد وصوله توجه الى مبنى المخابرات العامة الشهير فى قصر القبة- وابلغهم بأنة يحمل معلومات غاية الأهمية .
لم يكن ما يحمله ( الهوان ) من معلومات أو اموال غائبة عن أعين المخابرات المصرية- لكنهم أرادوا معرفة كيف يتصرف هذا الشاب السويسى – وفوجئوا انه يطلب طلبآ شبه مستحيل – وهو مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر – الذى كان وقتها كالأسد الجريح يحاول استيعاب ضربة العدو فى 1967 ويتولى بنفسة ليل نهار اعادة بناء القوات المسلحة لكنهم رغم ذلك سعوا من اجل تحقيق طلب(احمد الهوان) كنوع من التقدير او المكافأه على تصرفة الوطنى النبيل.
وجها لوجه مع عبد الناصر
ووجد (أحمد الهوان) نفسة وجها لوجه مع ( جمال عبد الناصر) لم يصدق نفسه وهو ابن الثلاثين عاما من العمر انة يجلس مع الرجل الذى يحرك نصف دول العالم وتهابه كل الدول الكبرى والتى تحالفت عليه فى معركة 1967
كان عبد الناصر رغم الألم ودودا وبشوشا- تحدث للهوان عن ذكرياتة فى السويس وبيت حمد الله بالأربعين والبوستة التى كان والده يعمل بها – وودع الهوان وهو يشد على يديه
أنا عاوز أسمع انك قمت بدورك تمام.
مفعول السحر
كان لكلمات ( عبد الناصر) مفعول السحر- جعلتة يسرد فى مبنى المخابرات العامه كل تفاصيل محاولة تجنيده فى اليونان وعرضوا عليه مجموعة من صور رجال الموساد الذين تعرف عليهم (الهوان) بسهوله ووسط حديثة دخل عليهم الريس ( زكريا ) الذى تعرف عليه فى اليونان وباع له ساعته لاحتياجه للنقود- ليفاجأ ان الريس ( زكريا ) هو احد رجال المخابرات العامه ( اللواء محمد عبد السلام المحجوب فيما بعد) ورد له الريس زكريا ساعته مرة اخرى.
وبدأت رحلة (احمد الهوان) فى صراع مع أذكى أجهزة المخابرات العالمية (الموساد) لكن السويسى الذى لم يتعد عمرة ثلاثين عاما استطاع على مدى 11 عاما كاملة الاستمرار فى خداع الموساد ليسجل اسمه كأحد أهم العملاء فى صراع المخابرات المصرية- الاسرائيلية- فى زمن الحرب لدرجة كتابة مسلسل عن دوره التاريخى قام بتمثيل دوره فيه الفنان (عادل امام) تحت اسم (دموع فى عيون وقحة) وان تم تغيير اسمه فى المسلسل الى الاسم الذى اشتهر به فيما بعد وهو (جمعه الشوان)
وخدع (الهوان ) المخابرات الاسرائيلية 38 مرة حيث اخترق الكيان الصهيونى ودخل الى اسرائيل وبلغت المبالغ التى حصل عليها 11 مليون دولار.
وكانت أخطر اللحظات التى مرت به هى قيام الموساد بدعوته الى اسرائيل عقب حرب اكتوبر 1973 والتى كشف ( الهوان ) الكثير من خطط الإعداد العسكرى لها .
فوجئت المخابرات المصرية بأن الموساد يستدعى (احمد الهوان) يوم 9 اكتوبر فى خضم التفوق المصرى الساحق على القوات القوات الاسرائيلية.
خشى (احمد الهوان) ان يكون الموساد قد كشف أمره عقب عودته من مصر ومقابلته لرجال المخابرات العامة المصرية غير ان المخابرات طلبت منه التوجه الى هولندا لمقابلتة رجال الموساد ايا كانت الظروف .
وفى هولندا ابلغه رجال ( الموساد ) ان عملائهم شاهدوه فى مبنى المخابرات المصرية- فى مفاجأة اذهلت ( الهوان ) لكنه تذكر ان هذا هو الاختبار الطبيعى الذى يقومون به مع كل جاسوس يذهب للقاهرة ويعود منها حتى يتعرفوا على الحقيقة اذا تم انهيار الجاسوس .
الا ان ( الهوان ) واجه الموقف بشجاعة وتماسك من خلال ترتيب مسبق مع المخابرات المصرية حيث نسقوا معه حتى فى كيفية التصرف فى حاله وضعه على جهاز كشف الكذب.

وبالفعل نجح (الهوان) فى أجتياز اختبار كشف الكذب بنجاح مبهر اقنع الموساد بأخلاصة لهم .

وتعرض ( الهوان ) لمشاجرة مدبرة من الموساد فى احد شوارع هولندا حيث قام حوالى 12 من رجالهم باصطناع صدام معه وتطور الصدام الى المشاجرة المدبرة التى انتهت بالطبع الى الكثير من الاصابات به بقصد التأثير على روحه المعنوية قبل العرض على جهاز كشف الكذب الا انه اجتاز كل ذلك فى تماسك لم يلفت اليه الانظار وابعد عنه الشكوك .

اما الموقف الثانى الذى كان اكثر خطورة بحيث يعرضه للتصفية الجسدية فى حالة كشف امره خاصة ان القوات المسلحة المصرية استفادت كثيرا من المعلومات التى نقلها اليهم ، حيث فوجىء ( الهوان ) بالمخابرات الاسرائيلية تطلب منه التوجه الى تل ابيب لمقابلة قيادات الموساد .
وتركت له المخابرات المصرية حرية اتخاد القرار بالسفر الى قلب العدو او انهاء مهمته خوفا على حياته ، الا ان ( احمد الهوان ) أصر على السفر واستكمال مهمته مهما كانت الاخطار التى تحيط بحياته .

وبالفعل سافر( الهوان ) الى تل ابيب (عبر مطار روما ) حيث ناقشوه هناك عن خطط الحرب المصرية وعرضوا عليه افلام عن الاسلحة المختلفة المشاركة فى الحروب من طائرات ودبابات ومدافع بطريقة اثارت حيرة ( الهوان ) عن السبب والدوافع وراء ذلك .
فى الوقت الذى كان ( الهوان ) يستعد لأنهاء مهمته فوجىء ان الموساد بدأ فى تدريبه على احدث جهاز ارسال فى العالم كان يعتبر وقتها معجزة علمية فى عالم التجسس ويمكن من خلاله ارسال المعلومات خلال عده ثوان فقط – وهو ماكان يعتبر اعجازا بكل مقاييس ذلك الوقت – وقام خبراء الموساد باخفائه داخل فرشاه أحذية توضع فوقها عدة علب ورنيش مستعملة بحيث لايثير شكوك اى احد .
وعلى عكس المخاوف التى انتابت ( الهوان ) من اكتشاف امره فوجىء الهوان مرة اخرى بالموساد تطلب منه افتتاح سوبر ماركت ضخم فى القاهرة للمساعدة فى التعرف على احوال مصر الاقتصادية والتموينية ويكون غطاءا للمهام التى سيتم تكليفه بها خلال الفترة القادمة .
وطلبت منه المخابرات المصرية الاستمرار حتى يمكن الحصول من الموساد على احدث جهاز ارسال فى العالم وكان يطلق علبه اسم (البطه السمينة) اشارة الى انه يعتبر (صيدآ ثمينآ) بالنسبة لاى جهاز مخابرات عالمى .
واستمر ( احمد الهوان ) فى التعامل مع المخابرات الاسرائيلية وفق الخطة التى وضعتها المخابرات المصرية حتى استطاع تحقيق كل الاهداف المرجوة وخاصة الحصول على جهاز ( البطة السمينة ) لترسل المخابرات المصرية برقيتها الشهيرة على نفس الجهاز تشكر فيه المخابرات الاسرائيلية على تعاونها معها وتأمل – ساخرة – فى لقائها فى جولات قادمة .

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady