Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

ذكريات سويسية من عمر فات ..." قسم بوليس الأربعين أيقونة المقاومه الشعبيه"

بقلم : فاروق متولي

بمناسبةذكري احتفالات اكتوبر كان لابد لنا من تقصي حقيقه سيرة قسم بوليس الأربعين الذاتيه باعتباره أيقونة كفاح المقاومه الشعبيه بالسويس
فيحكي التاريخ ان هذا المبني العريق كان قد وضعت اساس نشأته في نهاية العشرينات واوائل الثلاثينات احدي السيدات الأثرياء متأثره بجهود الملكه نازلي الداعمه لمساعدة الفقراء والمحتاجين وقد رفضت ذكر اسمها باعتبار هذا المبني صدقه جاريه كملجأ للأيتام...وقد تم تسمية الشارع الذي يقع فيه الملجأ بشارع الملكه نازلي ثم تسميته بعد ثورة ٢٣يوليو بشارع الجيش..وكانت الشرطه قد استأجرت المبني من الورثه لموقعه الأستراتيجي وحفظ الامن بحي الأربعين ذو الكثافه السكانيه العاليه...واستمر القسم يؤدي واجبه الأمني بكفاءه طوال عشرات السنوات حتي اذا كانت الساعه قد بلغت العاشره والنصف صباح يوم ٢٤ اكتوبر ٧٣ تقدم العدو الاسرائيلي بكتيبتين مشاه ميكانيكي لاجهاض انتصاراتنا الي مشارف المدينه من جهة المثلث مما اعطي افراد المقاومه الشعبيه فرصه سانحه للاشتباك معهم ففر افراد دباباتهم ومجنزراتهم للاختباء بمداخل العمارات المحيطة بقسم الاربعين ومنهم قرابة عشرين فردا دخلوا القسم وتحصنوا بداخله بقصد التأثير في الروح المعنويه للمقاومه...وفي الثالثه عصرا تم تطهير مداخل العمارات ممن اختبؤوا بها وهنا حانت الفرصه للبطل الشاب ابراهيم سليمان بالقفز من فوق سور القسم البالغ ارتفاعه قرابة مترين الي ساحة القسم باعتبار انه كان بطل السويس في الجمباز وبتغطيه من زميله الزقازيقي لفتح ثغره يتمكن منها زميليه اشرف عبد الدايم وفايز حافظ من اقتحام المبني من ابوابه الاماميه والخلفيه...لكن القفزه كانت اعلي من اللازم وكان صيدا سهلا للعدو فوقع شهيدا فوق سور القسم لتظل جثته الطاهره عالقه علي السور مده طويله..بينما نجح محمد سرحان في تصفية عدد كبير من المحتلين بسلاح سريع الطلقات من فوق نافذة احدي الشقق المرتفعه والمطله علي ساحة القسم...وعلي الرغم من فقدان المجموعه للثلاثه الكبار من الشهداء....الا ان المعركه ظلت مستمره بين الكر والفر بالشوارع التي امتلأت عن اخرها بجثث وجرحي الأسرائليين وقبل حلول الظلام في اطول يوم في تاريخ السويس اتصل قائد الحمله الاسرائيلي برؤسائه طالبا الانسحاب من المعركه صائحا(نريد الخروج من جهنم ) وكان له ماأراد وهو يجر اذيال الهزيمه.
واتمني ان يتم تجسيد تلك الملحمه البطوليه في عمل درامي علي غرار الفيلم المعجزه( الممر) نشرح لأحفادنا فيه ماخفي وماغاب عن وعيهم..فهذا واجب وطني واخلاقي واجتماعي نورثه لهم عن معاني حب الوطن بعدما لوثت عقولهم الأفكار الرجعيه والاخوانيه المتطرفه والتي بسببها حرقوا قسم الاربعين خلال احداث هوجة ٢٥ يناير ٢٠١١ محققين مالم تجرؤ عليه العصابات الصهيونيه وكادوا يحققوها خلال الاسابيع الماضية لولا وعي الشعب وقوات الشرطه وعيون صقور رجال القوات المسلحه الذين تعاملوا مع الموقف بذكاء خارق لم يتمكنوا فيه من تحقيق ماكانوا يخططون له...
واتمني بهذا الصدد ان تقوم وزارة الأثار بدورها بادخال مبني قسم الاربعين منظومة الأثار التاريخيه الوطنيه خاصة وانه قد استوفي اهم شروط صلاحيته لاعتباره اثر تاريخي منذ اكثر من قرن ليحكي بالصوت والصوره جزء من كفاح ابناء السويس مدينة الحب والحرب...وتحيا مصر ام الدنيا.

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady