Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

ذكريات سويسية من زمن فات :"فرن فؤاد شوشه"

صورة ارشيفية صورة ارشيفية

بقلم الكاتب : فاروق متولي
من الذكريات القديمه التي لاتنسي هو اشهر فرن كان نار علي علم فرن شوي سمك عم فؤاد شوشه وسط شارع القاضي المتفرع من شارع طلعت حرب وكان قد ساهم في شهرته موقعه المتميز والقريب جغرافيا من حلقة اسماك السويس منذ بدايات القرن الماضي وقبل ان يتم ترحيلها الي حي الاربعين منذ قرابة عشرين عاما وتم علي انقاضها بناء حديقه مودرن مازالت مغلقة الأبواب ومجهولة الأسباب.
ترجع تسمية شارع القاضي الذي يوجد بمنتصفه الفرن الي سابق وجود محكمة السويس بمقرها المختار مكان نادي القضاه حاليا بمواجهة بحر الخور عندما كان يتم انتداب قضاه من القاهره يصلون بقطار السويس مرتين اسبوعيا فيقف القطار لدقائق معدوده احتراما لهيئة المستشارين للنزول منه امام جراج ميخالي من بداية الشارع الموصل للمحكمه بزعامة قاضي القضاه المنتدب في التاسعه صباحا متجهين الي مبني المحكمه ثم العوده من نفس الشارع ليستقلوا القطار للعوده الي القاهره مساء نفس اليوم فأطلق السوايسه علي هذا الشارع اسم شارع القاضي.
اما الرجل العصامي الحاج فؤاد شوشه فهو واحد من الرعيل الأول من ابناء شوشه المحترمين سواء من رجالات التعليم او احفادهم من شباب البلد الذين استشهدوا في الدفاع عن مصر ....لم يكن الحاج فؤاد طويل القامه بقدر ماكان طويل البال مبتسم دائما رغم مواجهته لنار الفرن الموقعه مبتهج في وجوه زبائنه وصبره الذي لاينفذ في تعامله معهم وخاصه النسوه اللاتي كن يزدن لهيب الفرن نارا بتعليقاتهن العفويه خوفا من احتراق اسماكهن في يوم لاينفع فيه الندم وحتي لايكون الطلاق هو مصيرهن...وكثيرا ماكان يساء تفسير كلامهن فيتخذ منه الخبثاء تأويلها..كما كانت كل واحده تعرف سمكها وتفرق بين الكسكومري والنقط والحفاره والكحله حتي شخرمها فيما عداسمكة البلطي المنبوذه والغير عاطفيه خاصه ان بيئة تواجدها هي البلبطه في مياه الترع والمصارف وعلشان احنا السوايسه الصيادين مابنحبهاش...ورغم ثرثرة النسوه المعهوده كما التي تطلب من فؤاد يقلب سمكها علي الجانبين والاخري بتنظيف الصاج قبل رص سمكها وواحده تطلب منه رش الملح عليه ونقطتين ليمون...الا ان الفران الصامت لم يكن يلتفت اليهن لثقته الزائده في نفسه وقدرته الفائقه علي تحديد صاحبة الصاج رغم عشرات الصاجات الموجوده علي النار...ومايميز فرن فؤاد هو اتساع مكان انتظار الزباين من الجنسين وهم يتجاذبون اطراف الحديث وخصوصا في فصل الشتاء الذي يزداد دفئا من ناتج احتراق خشب تشغيله قبل دخول الغاز..والمدهش ان الخشب الذي كان يستخدم لتشغيل الفرن كان يتم الحصول عليه بسهوله من ناتج مخلفات صناعة السفن بالترسانه الموجوده علي بحر الخور والذي يعطي السمك مذاق ونكهه خاصه..كما كانت خبرة عم فؤاد كفيله بتحديد وزن السمك وتقدير ثمنه ورصه في الصاجات كل سمكه بجانب الاخري لتتساوي الرؤوس دون ان ترفع واحده رأسها فالعين ماتلاش علي الحاجب رغم ان الكل داخلين النار يعني داخلين النار حيث لا تنفع لهم الشفاعه او الوساطه فمدة وجود السمك في النار هي التي يحددها فقط فؤاد بنفسه وخاصه في تعامله مع شوي نتايات الكابوريا التي يحرص على التعامل معها برفق حرصا علي عدم فقدان حملها من البطارخ...اما الكابوريا الدكر فكان يحاول جاهدا ان يلوي ذراعيها لتستسلم له بدون مقاومه لمصيرها المحتوم مع اهتمامه بالفصل بين النوعين في صاجات مستقله منعا للتحرش.
وبعد رحيل عم فؤاد الاسطوره منذ عدة سنوات لايزال الفرن يعمل في صمت وهدوء تحت ادارة الرجل الكباره الطيب عم عثمان الذي تربي في مقر الفرن منذ نشأته لمده تقارب الخمسين عاما وهو يحمل الكثير من ذكرياته عن زمن فات .

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady