Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

ذكريات سويسية من عمر فات ...ميدان احمد حلمي بدر

 

بقلم : فاروق متولي
يلاحظ ان مدينة السويس لم تحظ بتخليد اسم اي محافط لها علي اي ميدان قبل تلك التجربه الفريده التي اقدم عليها الرئيس السادات بتعيين محافظ مدني لها ضاربا بالتقاليد العثمانيه المتوارثه عرض الحائط والتي كان قد ابتدعها محمد علي باشا بضرورة ان يتولي المحافظين العسكريين المحافظات الساحليه وخصوصا السويس للدفاع عن البﻻد من اعداءها الخارجيين ومن خصومه بالداخل والذين قد يندسوا بين قوافل التجار بعمليات البيع والشراء بميادين الشونه والكساره لتهديد وجوده داخل قصره المنيف علي بحر الخور ..واستمر هذا النهج معموﻻ به حتي قام الرئيس السادات باختيار المحاسب ابن السويس الخلوق احمد حلمي بدر محافظا للسويس خلفا للواء محروس ابو حسين في 20/11/1978 مما احدث ردود افعال وتساؤﻻت في الشارع عن مقدرته في كيفية التعامل مع خصومه السياسيين الذين كانت الحرب محتدمه بينهم ...لكنه سرعان ماتمكن بحنكته وذكاءه بتفويت الفرصه عليهم باحتضانهم وفتح صفحه جديده معهم ملتزما بالقسم الملتزم به بانه اصبح محافظا لكل السوايسه علي اختلاف توجهاتهم ...وظل يعمل بجد واخلاص باعتبار ان اللي فات مات ليثبت اقدامه وبهدف نجاح تلك التجربه التي كان السوايسه يطالبون دائما ان يكون محافظهم من ابناء البلد وتم في عهده فعلا تنفيذ عدة مشروعات صناعيه جديده كما شركة مصر ايران للغزل والنسيج والعبوات الزجاجيه الدوائيه وانشاء المجزر اﻻلي والتوسع في خطة اﻻسكان وبناء اكثر من 7700 وحده سكنيه واشرف بنفسه علي استكمال شبكة الصرف الصحي بالمثلث وشق قناه فرعيه من بحر الخور لتلتقي مع مياه الخليج ببورتوفيق ليتولي المد والجذر مهمة التنظيف الذاتي لمياه الخور الملوثه ومتابعته المستمره للمجرين ذات اﻻهتمام الشخصي للرئيس السادات ...وبما ان الرياح ﻻتاتي دائما بما تشتهي السفن فقد تقدم قبطان سفينة السويس بطلب اعفاءه من منصبه علنا في 31/3/1982 حزنا علي اغتيال الرئيس السادات ...وتم تكريم شخصه بعد ذلك باطلاق اسمه علي ميدان الهويس التابع لحي الجناين ...اما حكاية الهويس فكان هو المصب النهائي لمخزون مياه ترعة السويس الوارده من ترعة اﻻسماعيليه والمحمله بالمخلفات وورد النيل بفتح بواباته الحديديه العملاقه عند اللزوم فتنهمر شﻻﻻت المياه الجارفه لتصب في مياه بحر الخور المنخفضه وﻻ شلاﻻت نياجرا وكنا نتجمع ساعة العصاري لنلتقط اسماك البلطي وغيرها المتساقطه في المياه المالحه بسهوله ﻻنها كانت تترنح نتيجة اﻻندفاع السريع واختلاف نوعية المياه ....وبعدما تم ردم الترعه لتطوير المنطقه خلال الستينات انتهت بالطبع مهمة الهويس واندثرت بواباته العملاقه في باطن اﻻرض ومع ذلك لم تسلم من عبث البلطجيه بعدما تمكنوا من الوصول اليها وبيعها خرده بعد تقطيعها باﻻكسجين.اما الميدان بشكله الحالي فيحيطه شرقا سور نادي مركز شباب الجزيره الممتد بجانب المنطقه الشجريه الكثيفه بمنطقة الهيشه والتي كانت زمان مجموعة كبائن ممتده علي بحرالخور لكبار العائلات السويسيه ويمتد الطريق باتجاه شارع وﻻد سلامه ثم الطريق المؤدي لمدخل شارعي صدقي والجناين وتحولت المنطقه الي مباني سكنيه عشوائيه وورش ومحلات ومقاهي متناثره ...بينما اجمل مايسر ويبهج الماره هو اسم احمد حلمي بدر المكتوب اسمه فوق بوابة العبور الشاهقه لتذكرنا بواحد من عمالقة ابناء السويس ...ويالها من ذكريات تثير شجون من عاصروها ويتعجب من يقرأوها .

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady