Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

ذكريات سويسية من عمر فات ...جيمي الفنان وروكي المرسال

بقلم : فاروق متولي

عندما تتجه من وسط شارع النمسا متجها شماﻻ ربما يستوقفك مشاهدة معرض موبيليات الحاج عرفه والحديث عنه بهذا الشكل ليس من قبيل الدعايه المدفوعة اﻻجر ولكنه من قبيل تذكيرك باصل وجود ماقبل هذا المكان الذي كان خﻻل الزمن الجميل من القرن الماضي محل بقاله لصاحبه الخواجه    ( كاراماسينا ) اليوناني الذي يساوي وزنه نصف طن جبنه رومي قديمه او كما يسمون محله بلغة اﻻيام دي       " سوبر ماركت " وفي مراحل طفولتنا المبكره كنا نقف امام المحل في توقيت محدد متلهفين في انتظار تشريف " روكي " ذلك الكلب الكبير الوولف الذكي لحظة دخوله المحل من الباب الرئيسي كما الزبائن المتريشه يحمل في رقبته " سله " خوص يتسلما منه الخواجه كاراماسينا مبتسما فيجهز له الطلبات المكتوبه بخط صاحبه مع الفلوس ليحمله روكي اﻻمين في رقبته مره اخري الي صاحبه العاجز عن المشي فيقبله الخواجه ويمتحه بدل اتعابه والحوافز الشهريه زياده من اللبن واللحوم ولصعوبة نطق اسم الخواجه الملعبك اشتهر بين اﻻهالي باسم تودري والمقيم بمفرده ببداية شارع ايوازبك وذات يوم عندما عاد روكي من مهمته التسويقيه فوجئ بموت صاحبه فحزن عليه وامتنع عن الطعام ومات بدوره بعد ايام قليله ليس بسبب فقدان مكافاة نهاية الخدمه ..ولكن ضاربا المثل بالوفاء لصاحبه ....وفي نهاية شارع النمسا عندما تتجه يسارا ان ناصية هذا الموقع كان يحتله عم ذكي خاطر بفاترينة سجاير وحلويات وارواح متواضعه بطربوشه اﻻحمر الداكن مركزا كل اهتماماته برعاية كلبه اللولو اﻻبيض الجميل " جيمي " القابع فوق الفترينه دون ان يتوقع صاحبه دخول كلبه المدلل تاريخ السينما المصريه من اوسع ابوابها عندما شاهده بالصدفه النجم الساطع انور وجدي خﻻل وقوفه بجوار ليلي مراد وهما برفقة مضيفهما الحاج حنفي محمود ضمن جولتهم بالسياره الكاديﻻك الكابورليه الحمراء يجوبون بها شوارع المدينه عند حضورهم عرض احد افﻻمهم بسينما حنفي الصيفي فاعجب انوروجدي بجيمي عندما راه ووجد فيه ضالته المنشوده ليمثل في غزل البنات دور كلب الباشا الذي كان يجهز ﻻنتاجه ففرح عم ذكي بهذا العرض السخي ..وكان علي يسار الفترينه بخطوات كانت توجد مكتبة الطاهر منير لبيع الكراريس واﻻدوات المدرسيه ذلك الرجل الملتحي العابس الوجه القادر علي ان ينسيك اجمل لحظات القهقهه مع الريحاني وبتاع الكلب ..وبعد وفاة الطاهر بعدة سنوات انحدر نشاط المكتبه واهملها ابنه تماما وهاجر بره مصر بﻻعوده خوفا من مصيره المنتظر لتتاكد المقوله القائله ان وفاء الكلب لصاحبه يفوق الكثيرين من البشر الذين ﻻوفاء لهم ﻻصحابهم واهاليهم واوطانهم .

قيم الموضوع
(0 أصوات)
آخر تعديل الثلاثاء, 28 آب/أغسطس 2018 15:22

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady