Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

اليوم.. ذكرى رحيل أطيب شرير فى السينما المصرية

 

 

هو واحد من علامات تجسيد أدوار الشر فى السينما المصرية، فكان يجيد تأدية دور الشرير أو رئيس العصابة أو تاجر المخدرات، ودائمًا عندما نتذكر شخصية الرجل الشرير على الفور يحضر الفنان الكبير “محمود المليجي” إلى أذهاننا.

اليوم يوافق ذكرى رحيل الفنان الكبير محمود المليجى، حيث رحل فى 6 يونيو 1983 عن عمر يناهز الــ72 عامًا، وترك خلفه مجموعة لا تحصى من الأفلام المتميزة.

الفنان محمود المليجى لم يكن البطل الأول فى أعماله، ولكنه كان يفرض نفسه كبطل أول من خلال أدواره الرائعة، وبدأ مشواره مع الفن حين التحق بفرقة الفنانة “فاطمة رشدى” التى نسبت له الأدوار الصغيرة مثل دور الخادم أو السكرتير، ومع الوقت وثقت فى موهبته ومنحته بطولة مسرحياتها، ورشحته إلى بطولة فيلم “الزواج على الطريقة الحديثة”.

ولكن للأسف لم ينجح هذا الفيلم، وانتقل المليجى من فرقة “فاطمة رشدى” إلى فرقة “رمسيس”، وعمل بها كملقن فى البداية وبعد ذلك بدأ يأخذ أدوارا، ثم انطلق المليجى مرة أخرى إلى عالم السينما، ليصبح علامة من علامات الزمن الجميل وقدم العديد من الأدوار الناجحة.

بالرغم من ملامحه الحادة التي أهلته لأن يصبح "شرير السينما الأول"، لكنه كان يخشي من الظلام، ولم يبدأ مشواره الفني بأدوار الشر، لكنه رضخ لرغبات المنتجين الذي صنفوه في تلك الأدوار، وبالرغم من ذلك كان "سفيرًا للخير" في العديد من أدواره، وتمكن على مدار عقود طويلة من احتكار قلب المشاهد وتحقيق جماهيرية غير مسبوقة.

إنه صاحب العيون بليغة الأداء تتجسد على سطحها صورة الشر، الذي تمر الذكرى 31 على رحيله في مثل هذا اليوم عام 1983، هو محمود المليجي، الذي توفى وهو يتناول القهوة مع الفنان عمر الشريف أثناء تصوير الفيلم التلفزيوني "أيوب".

مثل المليجي مدرسة مستقلة بذاتها في الأداء الفني، رغم كم الشر الذي قدمه على الشاشة، إلا أنه برع في أدوار الإنسان الطيب، الذي يجعل الجمهور يتفاعل مع مأساته، حيث كان مكبلًا بالحبال والخـيل تجـره على الأرض محاولاً التشبث بجذورها.

محمد أبوسويلم، الفلاح الصلب المدافع عن أرضه حتى الموت، الذي رحل عنا في سن الثالثة والسبعين بعد رحلة عطاء مع الفن استمرت أكثر من نصف قرن قدم خلالها أكثر من 750 عملًا فنيًا بين سينما ومسرح وتلفزيون وإذاعة، إنه اللص، المجرم، القوي، العاشق، رجل المباحث، المحامي، الباشا، الصحفي، الكهل، الفلاح، الطبيب.

بمرتب شهري أربعة جنيهات ونصف الجنيه، بدأ عميد أدوار الشر طريقه للفن من مجموعة كومبارس في فرقة رمسيس إلى فرقة فاطمة رشدي، وقدم أول أدواره في مسرحية 667 زيتون، تأليف الممثل المشهور آنذاك أحمد علام، وتوالت أدواره المسرحية بعد ذلك فقدم الزوجة العذراء ثم علي بك الكبير، ثم عدة أدوار كوميدية جعلت اسمه يلمع ويتداول بين رواد المسرح، وقدم بعد ذلك مسرحيات الولادة ويوليوس قيصر وحدث ذات ليلة، وفي أوائل عام 1939، بدأ المليجي مشوارًا جديدًا مع السينما، والتقى في ذلك الوقت مع المخرج إبراهيم لاما الذي أسند إليه دورًا في فيلم قيس وليلى، كان أول أدوار الشر التي أداها، وكان نجاحه فيه عاملاً مشجعًا على تقديم أدوار الشر في عشرات الأفلام قدم خلالها: "قلب امرأة، وصرخة الليل ، ورجل بين امرأتين، وعاصفة على الريف، وصلاح الدين الأيوبي، وأولاد الفقراء، وعريس من اسطنبول" حتى أطلق عليه لقب شرير الشاشة.

لندرة موهبته، استعان به المخرج العالمي يوسف شاهين في فيلم "الأرض" عام 1970، الذي أدى فيه أعظم أدواره على الأطلاق، ليبرع في دور الإنسان الطيب، الذي يجعل الجمهور يتفاعل مع مأساته، كما في فيلم الحب الضائع، وجفت الدموع، والدموع الساخنة، وحلوة يا دنيا الحب، والإنسان يعيش مرة واحدة، والأرض، وبقية الأفلام التي قدمها مع يوسف شاهين، وكذلك في الأدوار التلفزيونية، ليلقب بعد ذلك بلقب "أنتوني كوين الشرق"، حيث كان يؤدي بحق دورًا معبرًا عن حقيقته.

لم يتخيل الفنان عمر الشريف وباقي العاملين في فيلم "أيوب"، أن تلك البراعة المدهشة التي يؤدي بها محمود المليجي مشهد الموت إلى حد الإبهار، هي في الحقيقة لحظة درامية حقيقية لفنان قرر السخرية من الموت بتقليد الموتى فدخل المشهد ولم يعد، حدث ذلك حين كان المليجي يجلس مع عمر الشريف في الكواليس ليقول له دون أن يدري، إن تلك اللحظات هي الفصل الأخير في حياته، ومال جانبًا وأغمض عينيه وهو يجسد دور النائم أثناء الشخير، ليغادر عالمنا وعبر إلى العالم الآخر، لتتحقق أمنيته التي كثيرًا ما أعلن عنها وسط زملائه ومحبيه بأن يموت وهو يمثل، من فرط حبه للتمثيل، رحل العملاق الملقب بـ"أطيب شرير في السينما المصرية"، إلا أنه لم يغب عن ذاكرة الجماهير على مدار 31 عاما الماضية، لتظل ذكراه خالدة محفورة في قلوب محبيه.

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady